لا تجد قيود تقيد ما تتمناه, يالها من سعاده منعت من القيود
لتعش الخيال كواقع.
يخيل إلي أنك بعد قليل ستتقمص شخصية قيس
وستطرق بابَي وستطلب ناراً ، وسيتناقل أهل الحي خبر
ذاك الَمجنون العائد من التاريخ الَمار على الأبواب من دون حاجة ، سيدهشهم الأمر وسيزيدني غروراً
فهذا الجنون لا يُمارسه في هذا الزمان سواك أنت..
لاتسخر من جنوني ؛ إننَي فقط أتخيل..
ويُخيل إلي أن رسالة عزيزة منك ستقضي ليلتها في بريدي
وسأقضي ليلتي أحلم بِها وبك ..
ويخيل إلي أيضاً أن حجراً صغيراً سيرمي زجاج نافذتَي هذه الليلة ، وأني سأنظر من النافذة .. وسأراك واقفاً هناك تحت الَمطر تَمسك بيديك وردة بلون الدم تقذفها إلي وبرغم المسافة والحواجز
ويقظة الحراس .. تصل لاتسخر ابداً من جنوني
أنني فقط أتخيل ..
ويخيل إلي أنك بعد قليل ستقف تحت شرفتي
وستعزف لي بأوتار قلبك أغنيه ... وأنني سأقذف لك
ضفيرتي كي تتسلقها
ويخيل لي أنك بعد قليل
ستقف في منتصف الكرة الأرضية وستصرخ بأعلى صوتك
"أحبك"
سيتذمر سكان العالم من صوتك المرتفع جداً
وستكتب الجرائد عن ذاك المجنون الذي أزعج سكان العالم
وأنني سأبتسم بخبث وازداد بك جنوناً
ويخيل إلي أنه بعد قليل سيذيع مذيع نشرة الأخبار
النبأ الآتي:
" يغيب عن مدينة العقلاء كبيرهم الذي علمهم العقل بعد أن داهمه الجنون
في عقر عقله ففر باحثاً عن أنثى اكتشف مؤخراً أنه مصاب بداء عشقها ..
وكان ذلك المجنون يرتدي حلة من الشوق الأخضر وطاقية
من الذكريات المؤلِمة تسري في عروقه دماء عشق
عذري ويضع حول عنقه قيداً ثقيلاً من الوفاء "
ويختم المذيع النشرة متأثراً بالنبأ ويسعى الجميع في البحث
عنك طمعاً في المكافأة وابحث عنك في قلبي فلا يجدك سواي
أتخيل وأتخيل وأتخيل
وكم كان حلمي بك مليئاً بالطهر ممزوجاً بالخيال ..
وكم أغمضت عيني لأحملك إلى جزيرة بعيدة وكوخ صغير وأرجوحة ضفائر