عند الغضب, لا تترك النفس لهواها
قد تصل بك الى طرق مسدوده, لن تنال منها
سوى الخساره
بل تذكر العفو وأقرنه بالصفح, عندها ستصل لمراتب عاليه.
خلقي العفو والصفح عن الناس أمر الله بهما عباده
في كتابه العزيز فقال سبحانه : { فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا }
الطاهر الصادق التقي , خلق من يريد رضى ربه وعفوه وغفرانه ,
خُلق من جعل النبي صلى الله عليه وسلم قدوته و أراد أن يتأسى ويقتدي به
فهما خلُقُه صلوات ربي وسلامه عليه كما
قالت عائشة رضي الله عنها لما سُئِلَت رضي الله عنها عن خلُق رسولِ الله
فقالت:
( لم يكن فاحِشًا ولا متفحِّشًا ولا صخَّابًا في الأسواق، ولا يجزِي بالسيِّئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح ) .
رواه أحمد والترمذي وأصله في الصحيحين
و بهما انشراح الصدر ووضاءة الوجه ولين العريكة
متضَافِرةً في ذكرِ الصفح والجمعِ بينه وبين العفو
وقوله: { فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ } [البقرة:109]،
وقوله سبحانه:
{ وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُوا الفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي القُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبـُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [التوبة:22]،
وقوله سبحانه:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًا لَّكُمْ فَاحْذَرُوَهُمْ
وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [التغابن:14].
في التسامح وهو بغية المؤمن الذي يدعو
وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا }
لأن الصفح أصله مشتق من صفحة العنق ، فكأنه يولي
المذنب بصفحة عنقه معرضاً عن عتابه فما فوقه .
قال جلّ ذكره :
وللصفح على العفو مزية وهي أن في العفو رفع الجناح ،
وفي الصفح إخراج ذكر الإثارة من القلب ،
فمن تجاوز عن الجاني ، ولم يلاحظه -
بعد التجاوز - بعين الاستحقار والازدراء فهو
صاحب الصفح .
} وهو الصفح الذي لا أذية فيه بل يقابل إساءة المسيء بالإحسان،
وذنبه بالغفران، لتنال من ربك جزيل الأجر والثواب،
فإن كل ما هو آت فهو قريب، وقد ظهر لي معنى
أحسن مما ذكرت هنا.
الحسن الذي قد سلم من الحقد والأذية القولية والفعلية،
دون الصفح الذي ليس بجميل،
وهو الصفح في غير محله، فلا يصفح حيث اقتضى المقام العقوبة،
كعقوبة المعتدين الظالمين الذين لا ينفع فيهم إلا العقوبة، وهذا هو المعنى.
الصفح الجميل : الرضا بغير عتاب .
وأمره صلى الله عليه وسلم يشمل حكمه الأمة لأنه قدوتهم والمشرع لهم
لحقّ لكن الأولى والأفضل في حق نفسه أن يعفو ويصفح لأن العفوَ هو الكمالُ والتّقوى
وتعفو وتصفح ثم تحسن إليه بعطاء
كما في قصة أبو بكر ومسطح عندما عفا عنه في حادثة الإفك
وأستمر في عطاءه له { وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
ومن شدة حلمه كان يطمع فيه الخدم.
. وإن كثرت منه علي الجرائم
بهذا الخلق ويجعل العفو والصفح جزءاً لا يتجزأ من خلقه.
لن يخسر الإنسان الذي جعل شيمته العفو والصفح أبداً
في أي مرحلة من مراحل حياته.
والذي يضع المستقبل نصب عينيه وهو يعيش حياته الحالية
إنسان قد وهبه الله تعالى موهبة خاصة وحكمة.
تأملها طويلا ، وفتش عنها في نفسك ..
وتحلى بما ينبغي لك أن تتحلى به منها
وتخلّ عما يجب عليك أن تتخلى عنه منها ..
هذه نصوص من كلام ربنا جل جلاله .. يذكر لنا صفات يحبها
وعلينا أن نجاهد أنفسنا من أجل التحلي بها
وصفات أخرى في المقابل لا يحبها ، ولا يحب لنا أن نتصف بها
فلينظر كل امرئ منا أين هو من هذه وتلك
= = =
( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ
الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
وخلاصة الآيات المتقدمة :
كن محسنا .. صابراً .. متوكلاً .. وسيحبك جل في علاه
وفي المقابل : لا تكن ظالما لنفسك أو للناس .. وسيحبك أيضا
فهنا إذن صفات إيجابيه .. عليك أن تتحلى بها
وهناك صفات سلبيه عليك أن تجاهد نفسك للتخلص منها .
وهكذا .. وعلى ضوء هذا قس الآيات الآتية وتدبرها
فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً ..
وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )
حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )
وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا.. إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا
وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )
وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً ..
إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ . )
فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)
وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا .
أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ..
فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ..وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )
أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ..يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ..
ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )
نسأله جل جلاله بأسمائه الحسنى أن يملأ قلوبنا بشوارق محبته
حتى نتذوق بقلوبنا حلاوة الأنس به ، ولذة الإقبال عليه
رميت بسهم الكلمة ,أحرقت بشرارة تلك النظرة
ربما أوذيت في أهلك ,بل في دينك,
حسب الأهواء وبأكبر قدر من الجهل المركب!!।
العفو الآن
فكر وبهدوء قبل أن تقرر بعدم العفو!
قال الله تعالى :
ومن أحبه الله أحبته الملائكة وأحبه الناس ...
عندما عفوت عن الآخرين قمت بعبادات كثيرة..
عفوك علامة على خشيتك لله وهذه عبادة عظيمة تدل
على عبادة الخوف من الله ... كذلك الصبر
على الإساءة ... والصبر على
العفو نفسه يرفعك المنازل العالية ... وبهذا أصبحت
ممن يدرءون بالحسنة السيئة وهذه عبادة جليلة فأبشروا
قال ابن القيم رحمه الله
"يابن آدم إن بينك وبين الله خطايا لايعلمها إلا الله، فإن أحببت أن يغفرها لك ،
فاصفح أنت عن عباده، وإن أحببت أن يعفوها لك فاعفو
أنت عن عباده فإنما الجزاء من جنس العمل
تعفو هنا ويعفو هناك ، تطالب بالحق هنا يطالبك بالحق هناك"
دعونا نقطف زهرة بيضاء من بستان التسامح ونرسلها مع نسمات الخيال,
ولا داعي للمشاحنات, والجدالات التي لا فائدة منها
تم
اسئل الله ان اكون تجنبت الخطأ
أدوات الموضوع | |