لم يمضي على قرار المقاطعه الذي فرضته على
نفسها سوى ثلاث ساعات, لم تتراجع ولكن تخاذلت,
فتحت الباب لا على مصراعيه كما كان بالأمس لتلقى
بنفسها بين ذراعيه تمسح على وجهه الكدر وطول السفر,
ولا كما كان عليه في ساعات المقاطعه مغلقا تماما.
تركته مواربا على شعاعا من اشعة شمسيه, تشرق
لتعيدها الى عالمه الذي ادمنته ولكن يبدو انه شفى من
الأدمان سريعا,اما هي فلم تستطيع كلما حاولت الفرار
عادت أكثر تعلقا وإدمانا..
شغلت نفسها خلال الساعات الماضيه بكل ما يمكن ان
تشغل به إمرأه, ولكن لا فائده لم يعد عقلها يعمل إلأ وفق
بوصلته كلما حادت عادت, أدارت جهاز التحكم في التلفاز
أبو نوره: يغني: الأماكن كلها مشتاقه لك..
تذكرت حين أيقظها من نومها ذات ليله لتفتح القناة نفسها
على عجل وتسمع( ابو نوره) يقول:
حبيبي موا أنا بس حبيبي.. الأماكن كلها مشتاقه لك
زاد ابو نوره الطينه بله ثم عادت البوصله تتجه ناحيته
غيرت القناة فإذا بمذيع باسم يقول:
نأمل ألأ تنطفئ شموعكم ابدا
مقاطعه أيه وخيبة إيه ولم يمض على قرارها سوى
ساعات (3) يعني ( 180) دقيقه ؟
لماذا أحبها وهي بعيده وتفنن في اجتلاب الاساليب
اقتحم عالمها بقوة بثقافته وهي عاشقة الثقافه, بشاعريته
وهي الباحثه عنها في عالم الضجيج والمال, برومانسيته
التي قضت العمر تبحث عنها,بحيويته التي حركت كوامن
نفسها التي كادت ان تموت,بتقواه التي تظهر في الوقت
المناسب لتذكرها بأنه رجل راشد ناضج على حد تعبيره
قاومت بكل الوسائل بالصد تارة وبالإمتناع تارة اخرى,
وبالوعظ, وبالتطفيش تارات... أخرى ولا فائده.
وأخيرا استسلمت وجدت فيه كل شئ تبحث عنه
أعادها ألى الحياة التي أختارت عن قناعه ان تدفنها
في اعماقها وترضى بواقعها الأليم
حتى تستطيع الإستمرار لماذا اخرجتها وحررت
العملاق داخلها إذا لم تكن لديك القدره
ثلاثة ايام محت كل ما عاشاه من تحليق في السماء
وكان قارئ لأفكارها, محققا لامالها, مخففا لاحزانها,
وكانت ضحكة ايامه- كما زعم- تميل الي الشك فيه
اليوم بشده, مع ان هذا الشعور لم يخالجها في
الشهرين الماضيين- خاصة- بعد ان اقسم بالله
العلى العظيم على صدقه. والقوه العجيبه التي
شدته اليها دون سابق معرفه والوعد بالوفاء
لا غاية مادية لاحدهما عند الاخر, لذلك دخل
حتى الشعور بالإثم لما يخالجها فهي تعيش مع روح
جميله يسبحان بعيدا عن الخطايا البشر لعلها
مخطئه في اعتقادها هذا ولكن هذا هو ما خاطبت به
تعاود النظر الى هاتفها لا زال قرار المقاطعه
قيد الانتظار ولكنها لاتنوى الرجوع فيه
على الاقل الليله حتى تعرف قراره هو..
هل سيصر على الإستمرار على طريقة
الشهرين الماضيين ام ينفذ..
احترامي وتقديري
لكم