معلومات عن القصة
عنوان القصة : امل جديد
كاتبة القصة : الاستاذه/ سميره بسيوني
التحرير على منتدى جدايل : بنت الالم
حبي يمنحك مزيدا من العناد وتضحيتي
تعطيك مزيدا من الجبروت والتسلط, وحناني..
يدفعك الى القسوه والعنفوان...
لماذا هذا العناد الأحمق لماذا الإصرار على اتهامي
وأنت الحمل الوديع والزوج المهضوم الحق..
لماذا تصر على تحطيم كبريائي وطعن أنوثتي
انت لا تعنين شيئا بالنسبه لي.
اليوم نفذت قدرتي على الصبر والاحتمال وقررت
حزم حقائبي والرحيل عن دنياك غير اسفة الإ
على سنوات مضت من عمري معك.
القي بقصاصة الورق على المنضدة وهز رأسه بسخريه:
تهديد؟ وليكن أنا لاأخضع لإمرأة..
ستعود حتما وتقبل الأرض تحت قدمي حتى
طفق يدور في ارجاء المنزل, شعر بشعور
غريب ولكن أبت أنانيته ان يعترف به..
فتح خزانة الملابس الخاليه إلا من ثيابه..
بدل ملابسه وخرج الى السهر واللهو وإضاعة الوقت.
امتدت السهره الى مالا نهايه, وها هي تباشير الصباح
تطل على الكون, وتتعالى اصوات( شلة الأنس)
هيا ياجماعه كل واحد على بيته.
قام يجرجر قدميه إعياء ونعاسا.
يدير المفتاح في الباب, ويطل على الشقه الخاليه,
الشعور يراوده مرة اخرى, ولكن, لا ولن استسلم لها,
يتمدد على سريره بملابس الخروج,
ويروح في إغفاءة, يرى وجهها الملائكي:
يبتسم, يضحك, يملأ الدنيا مرحا وسرورا
ويلمح في العينين الجميلتين دمعة الم ونظرة حزن وعتاب.
يفيق من غفوته.. ينظر حوله, يحملق في ظلام الغرفه
أين فراشتي الجميله التي ملأت هذا البيت سنوات
بالفرح, ولونت أيامي الخاليه بمرحها الطفولي الجميل؟
لاشئ سوى الظلام وصفير هواء الخريف في الخارج
حتى الرائحه العطره التي كانت تملأ البيت
يقاوم الشعور الذي ملأ كيانه, ويحاول العوده الى النوم
ولكن لا فائده. كيف يمكن أن ينام في بيت
قام يغير ملابسه ويحمل حقيبة صغيره يضع فيها بعض
لوازمه الشخصيه ويحلق بأول طائره متجهه الى جده
المدينه التي شهدت أول لقاء لهما حين
راها بحضور أبيها يوم الرؤيا الشرعيه حين
فتن بجمالها البرئ ووجهها الطفولي العذب
رغم سنوات عمرها التي جاوزت العشرين
كانت تبدو طفله هادئه شقية الملامح في عينيها
ذكاء, وفي روحها حب للحياة.
فتن بها ولم تمضي شهور قلائل الا وهي
ملكة دميته. كما كان يحلو له ان يدللها
وكانت الكلمات على رقتها سكينا يعذبها
فلم تتمنى ان تتملك يوما بل أرادت أن تحتوى..
طمأن نفسه: لابد وأن تقبل حنانها وحبها لي
لن يسمحا لها بأن تقسو علي.. فقد سامحتني
كثيرا فلماذا لا تسامحني هذه المره..
وأخيرا بعد ساعات خالها سنوات وصل الي
منزل أبيها الذي شهد تفتح براعم حبها
في أيام الاستعداد للزواح قبل ان تهب
رياح القسوة على حياتهما.كم يتمنى ان يراها الان
فيأخذها بين أحضانه التي اشتاقت اليها والي
براءة وجهها وصفاء ابتسامتها.
ولكن ما هذا الهدوء الغريب الذي يلف المنزل
وما هذه الملامح الحزينه التي على وجه ابيها الطيب؟
وأين هي؟ أين امها ؟ واختها؟
سأل عمه بقلق: أين هي؟ لماذا لا تأتي لتراني؟
ألا زالت غاضبه مني؟ أعدك ياعمي..
قاطعه الوالد الجزع: يابني هذا ليس وقت العتاب
إنها في حالة لاتسمح لها بمناقشة شئ..
بلغ قلقه عليها غايته: لماذا ياعمي ما بها؟
دعني أراها أرجوك وسأشرح لها كل شئ..
صدمه صوت الأب: إنها في المستشفى
تجرى لها عملية عاجله, لقد اتيت الي البيت
لأخذ بعض إحتياجتها وسأعود الى المستشفى
وفي الطريق الى المستشفى عرف كل شئ..
لقد كانت حاملا في شهورها الأولى وخافت
ان تخبره فيكون الأمر كالمرات السابقه مجرد
إضطرابات هرمونيه فاثرت الصمت والسكوت
حتى تتأكد وتأمن جانب ثورته وعصبيته..
وقد اثر فيها طول السفر وحالتها النفسيه الحاده
فتعرضت لنزيف نقلت على اثره الى المستشفى..
وهي الان في غرفة العمليات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
بعد ساعات من القلق والانتظار مرت عليه وعلى
الاب القلق والام المتضرعه والاخت الباكيه دهرا..
خرج الطبيب واجما: الحمدالله أوقفنا النزف ولكن أضطررنا
للتضحيه بالجنين حتى نحمى الأم.
صاحك لايهم الجنين لايهم شئ..المهم حبيبتي وأميرتي
حسنا ولكنها لاتزال تحت تأثير المخدر..
سأجلس جنبها وأرعاها بعيني وأضمها بأهدابي
وأمنح جسدها الواهن الحراره من قلبي الذي لم
يهنأ الامعها, حدث نفسه وهو جالس الى جوار
سريرها يدفئ يديها الباردتين بلهب يديه..
ها هو الصباح يقبل بتباشيره معلنا مولد يوم جديد
تمطي ليريح ظهره المرهق من الجلوس طوال الليل
نظر الى وجهها هاهي تفتح عينيها بصعوبه حتي
ومدت يدها اليه معتذره: اسفه حبيبي ما قدرت
اسرع الى يدها يقبلها ويمنحها الدفء
الذي ضن عليها به: لا عليك يا حبيبتي انت حلمي
الجميل الذي لايعادله شئ في الدنيا ثم عاد الى خبثه المعهود
شدي حيلك واخرجي من المستشفى وبعدين..
ارخت اهدابها الكثيفه في استحياء وابتسمت فأشرقت الشمس
تعانقت اليدين في عهد ابدي على حياة جديده
شكري وتقديري
للكاتبه