الى كل مبتلى في حياته
اعلم ان الله يبتليك ليرى مدى صبرك وتقبلك للابتلاء
فمن ابتلي في هذه الدنيا فهو محظوظ ان صبر ورضى
بقناعة تامة لما هو فيه
ولتعلم ان لك الاجر العظيم وسيتمنى الجميع ابتلائك
وصبرك يوم القيامة عندما ترى منزلتك التي اعدت لك
على ما تقبلته بكل الرضى في دنياك
فلا تحزن على ما اصابك من ابتلأت في دنياك
وتمسك بالصبر فأنت في مقام عالي به بإذن الرحمان
الإبتلاء : الإختبار والإمتحان والتجربة
والمعروف أن الإبتلاء يكون فى الخير والشر معا من
غيرفرق بين فعليهما ، ومنه قوله – تعالى – "
ولنبلوكم بالشر والخير فتنة "الأنبياء 35 والعواد : الزوار ، وكل من أتاك مرة بعد أخرى فهو عائد ، وإن اشتهر ذلك فى عيادة المريض
والمعنى – والله أعلم – أن العبد المؤمن إذا ابتلاه الله ، بإحدى بلايا الدنيا فليصبر ، وليحتسب بالله فى أجره فلا يظهر لعواده الجزع والضجر والألم ، وهذا لايليق ، بل يبدى الفرح والسرور لأن أكثر الإبتلاء يكون للأتقياء الصالحين ، ليثبتوا ويصبروا ، فيكونوا قدوة لغيرهم من الضعفاء ومرضى القلوب ، فإن فعل ذلك غفرله ذنويه وكفر عنه سيئاته .
اللهم اجعلنا منهم ياأرحم الراحمين .
وهناك أحاديث أخرى فيها هذا المعنى منها :
" إذا مرض العبد بعث الله - تعالى - إليه ملكين، فقال : أنظروا ماذا يقول لِعُوَّده ، فإن هو إذا جاءوا حمد الله وأثنى عليه ، رفعا ذلك إلى الله - عزوجل - وهو أعلم - فيقول : لعبدى على إن توفيته أن أدخله الجنة ، وإن أنا شفيته أن أبدل له لحما خيرا من لحمه ، ودما خيرا من دمه ، وأن أكفر عنه سيئاته "
رواه المنذرفى كتابه التلاحيب والترغيب جـ 4 صـ 553- ورواه مالك مرسلا
ومن الأحاديث الواردة فى ذلك :-
" ثلاث كنوز البر : إخفاء الصدقة ، وكتمان الشكوى ، وكتمان المصيبة ، يقول الله – تعالى – إذا ابتليت عبدى ببلاء فصبر ولم يشكنى إلى عواده أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه ، فإن فعل أبرأته ولاذنب له ، وإن توفيته فإلى رحمتى "
أخرجه أبو نعيم فى حلية الأولياء عن أنس جـ 7 صـ 117 .
اسمع قوله تعالى (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا )
ربنا بيغلق عليك باب ليفتح لك ابواباً اخرى لذلك
فاصبر فان الله مع الصابرين
واسمع الحديث عن النبى صل الله عليه وسلم قال ”
إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة، فما يبلغها بعمل،
فما يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها ”
فالمصائب والابتلاءات ترفعك عند الله
منزلة فهى رحمة ونعمه وليست نقمه :
وقد تأتيك المنافع من قلب المصائب
و ربما ياتيك الخير الكثير و هو يرتدي ثوب المصيبة
و عسى أن تكرهــوا شيئاً و هو خيــر لــكم