رمضان شهر التوبه والرحمة والغفران
فلا تدع هذه الفرصة ان تفوتك بل احرص كل الحرص
وجاهد وثابر في تجديد النيه والاحتساب عند الله
فهنيئا لمن بلغه الله رمضان
فاللهم بلغنا رمضان واعنا على صيامه وقيامه
واجعل نصيبنا منه العتق من النيران
برحمتك يأ ارحم الراحمين
إن التوبة من الذنوب واجبة على المسلم في كل حين، يقول الله تعالى:
وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]
والله عزوجل يقبل توبة التائبين في كل وقت، لكن في رمضان
يزيد فضله وعطاءه على الناس، فهو إذاً فرصة لمن أراد أن يتوب إلى الله
، فمن كان قد ابتلي بمعصية أو عادة سيئة واعتادت عليها نفسه وألفتها،
وأصبح فراقها صعباً ثقيلاً عليه، فإن رمضان فرصة
عظيمة للصبر والمثابرة ومجاهدة النفس عن تلك المعصية والعادة.
فالشياطين مصفدة، والنفس منكسرة ومقبلة على الله، والروح متأثرة،
والصوم في النهار يمنع العبد من ارتكاب المعصية ويجبره
على تركها مدة معينة أثناء صومه، فيعينه ذلك على تركها نهائياً
إن كان يرغب ذلك فعلاً ويبحث عنه.
ومن كان يصبر عن المباحات أن يقربها وقد أحلها الله له
في كل وقت ولكن نهاه عنها في وقت محدد فقط فأطاعه بذلك،
فمن باب أولى أن يصبر ويبتعد عن النواهي
والمحرمات التي حرمها الله عليه في كل وقت.
فيطيعه أيضاً بذلك ولا يقربها. ومن لم يتب في رمضان فمتى يتوب؟!!!
ومن لم يغفر له في رمضان فمتى يغفر له؟
ومن لم تعتق رقبته من النار في هذا الشهر فمتى تعتق؟!
كلمة للمرأة
النساء شقائق الرجال، وما يقال للرجل من توجيهات يقال للمرأة
إلا ما خص به كل جنس عن الآخر.
ولكن ما نود قوله في هذه الكلمة
هو العتب على بعض النساء حيث
إن البعض منهن في رمضان تعلن حالة الإستنفار والطوارىء في المطبخ،
فتجدها من بعد صلاة الظهر تقريباً وهي واقفة على قدميها لتعد وتهيء
أصنافاً من الأطعمة المختلفة، رغم أن أغلب هذه الأصناف
قد لا يؤكل منها إلا القليل جداً، وذلك لكثرتها وتنوعها، فيلقى
باقي هذه الأطعمة في المزابل، وهذا فيه إسراف وتبذير، وقد نهينا
عنه، قال تعالى:
وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف:31].
إضافة إلى أن المرأة بسبب إعداد هذه الأصناف الكثيرة، قد أضاعت
أغلب وقتها وحرمت نفسها من استغلال هذا الشهر بأنواع العبادة،
كقراءة القرآن والذكر والصلاة ونحو ذلك.
فلو اكتفت المرأة بأصناف وكميات قليلة، ووزعت الأصناف
التي تصنع في اليوم الواحد إلى عدة أيام، لكان ذلك أفضل وأحرى
أن تؤكل كلها، ولا يمل منها شيء، من التنويع المرغوب، وتسلم
من قضية الإسراف والتبذير.
كما أنه يستحب للمرأة
إذا كانت ستضطر إلى قضاء أغلب وقتها في المطبخ أن تتنبه للأمور التالية
لكي لا تعتبر تلك الساعات الطويلة ضياعاً عليها:
1- استحضار النية والإخلاص في إعداد الطعام واحتساب الأجر عند الله
في التعب والإرهاق الناتج عن ذلك، لأن القائم على الصائم له أجر عظيم،
فما بالك بالمرأة الصائمة التي تقضي جل وقتها في إعداد الطعام،
فلا شك أنها على خير عظيم وأجر كبير إن شاء الله.
2- عليها استغلال ساعات العمل في كثرة الذكر والتسبيح والاستغفار
والدعاء واستماع القرآن والمحاضرات ونحو ذلك، مما فيه
من فائدة وأجر عظيم لها، وفي نفس الوقت لا يحتاج لجهد
أو وقت يذكر، فتجمع بعملها هذا بين الحسنيين:
استحضار النية في إعداد الطعام، وكثرة الذكر والدعاء والاستغفار وهي تعمل،
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وتقبل منا صيام هذا الشهر وقيامه
وجعلنا من عتقائه عتقاء النار، إنه ولي ذلك والقادر عليه
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.